الْفَرْقُ بَيْنَ الْغَيْبِ وَالْخَفَاءِ
وَبِالْعَودَةِ إلَى قِصَّةِ سَيِّدِنَا مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، نَجِدُ أنَّ أسَاسَ الصُّحْبِةَ وَالاتِّبَاعِ بَيْنَهُمَا كَانَ التَّعَلُّمُ وَالإرْشَادُ ، فَكَيْفَ لِعَبْدٍ صَالِحِ أنْ يُرْشِدَ نَبِيَّاً وَرَسُولَاً مِنْ أولِي الْعَزْمِ ؟ وَكَيْفَ لِهَذَا الْعَبْدِ أنْ يُدْرِكَ أمُورَاً قَدْ تَبْدُو مِنَ الْغَيْبِيَّاتِ وَلَمْ يَسْتَطِعِ النَّبِيُّ الرَّسُولُ إدرَاكَهَا ؟
لَقَدْ حَسَمَتِ الْعَقِيْدَةُ الأمْرَ بِأنَّ : ( كُلَّ مُعْجِزَةٍ لِنَبِيٍّ هِيَ كَرَامَةٌ لِوَلِيٍّ ) هَكَذَا هِيَ عَقِيْدَتُنَا .
أمَّا مَا قَدْ يَبْدُو مِنَ الْمُغَيَّبَاتِ فَهَذَا أمْرٌ خَاطِئٌ ، فَهَذِهِ الأحْدَاثُ الَّتِي عَرَفَهَا سَيِّدُنَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُسْبَقَاً لَيْسَتْ مُغَيَّبَاتٍ ، بَلْ هِيَ مَعْرُوفَاتٌ لَدَى الآخَرِيْنَ خَفِيَّاتٌ عَنِ النَّبِيِّ ؛ فَمَعْرِفَةُ الْعَبْدِ الصَّالِحِ هُنَا مَعْرِفَةُ بِمَا هُوَ خَفِيٌّ بَاطِنٌ وَلَيْسَ بِمَا هُوَ غَيْبٌ لَا يَنْبَغِي شُهُودُهُ ، فَهُنَاكَ فَرْقٌ كَبِيْرٌ جِدَّاً بَيْنَ مَا هُوَ غَيْبٌ وَبَيْنَ مَا هُوَ غَائِبٌ عَنِ الآخَرِيْنَ ، وَبَيْنَ مَا هُوَ خَفِيٌّ وَبَيْنَ مَا هُوَ بَاطِنٌ .
( من كتاب علم الحقائق البرزخية بين الحضرتين الموسوية والخضرية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
9 يونيو، 2020
باب في معرفة التعريف الإلهي – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
5 أبريل، 2020
الجَمعُ بَينَ الحِكمَةِ العَمَلِيَّةِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
28 مايو، 2020
قاعدة رقائق عشق ري – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى