الروح وأجساد أهل الجنة – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

الرُّوحُ وَأجْسَادُ أهْلِ الْجَنَّةِ

وَفِيْهِ مَوَاضِيْعُ مِنْهَا :

  • عَن أجْسَادِ أهْلِ الْجَنَّةِ .
  • الْأمْرُ بِخَلْقِ رُوحٍ قَبْلَ رُوحٍ .
  • خُصُوصِيَّةٌ لِلْأوْلِيَاءِ الْعَارِفِيْنَ بِاللهِ بِأنَّهُمْ يَنْتَقِلُونَ بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِ بِتَسْبِيْحَةٍ وَاحِدَةٍ . 
  • تَسْتَطِيْعُ الرُّوحُ الدُّخُولَ فِيْ أجْسَادِ الْآخَرِيْنَ .
  • ويُمْكِنُ لِلْمُتَمَرِّسِيْنَ فِيْ الْعُلُومِ الرُّوحِيَّةِ أنْ يَظْهَرُوا فِيْ أحْلَامِ أشْخَاصٍ .

وَرَدَ عَن أجْسَادِ أهْلِ الْجَنَّةِ :

عَنْ أبِيْ هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ – فِيْ صِفَةِ أهْلِ الْجَنَّةِ وَفِيْهِ : ( أَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ ، أَخْلاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ ) .

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً )

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :

( يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟  قَالَ : يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةٍ ) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ لَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَبْزُقُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا ) ، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ ، وقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ : عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ ، وقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ :عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ .

قَالَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ : عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ ، وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ ، وَقَالَ ابْنُ أبِيْ شَيْبَة: عَلَى صُورَةِ أبِيْهِمْ . الرَّاوِيْ : أبُو هُرَيْرَةَ ، الْمُحَدِّثُ : مُسْلِمْ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيْحٌ .

وَمَا مِنْ جَسَدٍ إلَّا وَلَهُ رُوحٌ ؛ وَمَامِنْ طَاقَةٍ إلَّا وَلَهَا رُوحٌ ؛ وَمَا مِنْ ظَاهِرٍ إلَّا  وَلَهُ رُوحٌ  وَتَخْتَلِفُ الْأرْوَاحُ فِيْ مَرَاتِبِهَا ؛ فَمِنْهَا الْعَالِيْ وَمِنْهَا الدَّانِيْ حَتَّى الْأرْضُ وَالْجِبَالُ وَالْكَوَاكِبُ لَهَا رُوحٌ ، وَكَثِيْرةٌ هِيَ الْحَوَادِثُ الَّتِيْ تَتَحَدَّثُ عَنْ تَجَسُّدِ الْأوْلِيَاءِ بِشُخُوصٍ مُخْتَلِفَةٍ غَيْرِ شَخْصِيَّاتِهِمْ .

وَذَكَرَ الْقُشَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ وَلِيٍّ مِنْ أوْلِيَاءِ اللهِ تَعَالَى اسْمُهُ ( قَضِيْبُ الْبَانِ ) وَكَيْفَ كَانَ يَتَجَسَّدُ بِالْهَيْئَةِ الَّتِيْ يُرِيْدُهَا فَرَأوهُ تَجَسَّدَ فِيْ الْمَسْجِدِ مِنْبَرَاً ؛ وَتَارَةً أُخْرَى سَجَّادَةً عَلَى الْأْرضِ .. ، وبالتَّالِيْ فإنَّ مَنْ يَتَجَسَّدُ بِرُوحِهِ مِنَ الْبَشَرِ عَلَى شَكْلِ سَجَّادَةٍ  .. لَايَنْتَظِرُكَ لِتَحْرِقَهُ  .

وَلَكِنْ لَوِ افْتَرَضْنَا أنَّ الْحَقَّ قَبَضَ رُوحَهُ وَهُوَ فِيْ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإنَّ السَّجَّادَةَ سَتَتَلَاشَى ؛ وَالشَّخْصُ حَيْثُ جَسَدُهُ سَيَمُوتُ ..عَكْسَ الْجِنِّ تَمَامَاً فَإنَّ أحَدَهُمْ إذَا تَجَسَّدَ بِصُورَةِ حَيَّةٍ وَقَتَلَ شَخْصٌ مَا هَذِهِ الْحَيَّةَ فَإنّهُ يَبْقَى عَلَى صُورَةِ الْحَيَّةِ الْمَقْتُولَةِ وَلَا يَعُودُ ؛ فَإنَّ الْجِنَّ لَايَتَجَسَّدُونَ بِأرْوَاحِهِمْ فَقَطْ بَلْ رُوحَاً وَجَسَدَاً ؛ وَمِنْ هُنَا حَدَثَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمِثَالَيْنِ  .

كَمَا أنَّهُمْ عِنْدَمَا يَعُودُونَ إلَى أجْسَادِهُمُ الْأْصلِيَّةِ تَجِدُهُمْ عَادُوا إلَى مَاكَانَتْ عَلَيْهِ الْأجْسَادُ مِنْ مَرَضٍ ، وَالرُّوحُ لَاتَحُلُّ بِالْجَسَدِ بَلْ تَنَزَّلُ فِيْهِ تَنْزِيْلاً ، وَشَتَّانَ بَيْنَ الْحُلُولِ وَالتَّنْزِيْلِ .

لَاتَنْسَى الرُّوحُ مَا سَبَقَ بَلْ تُحْجَبُ عَنْهُ ، ألَا تَرَى الْبَعْضَ مِنْهُمْ يَعُودُونَ إلَى تِلْكَ الْمَعْلُومَاتِ بِزَوَالِ الْحِجَابِ عَنْهُمْ بَعْدَ تَزْكِيَةٍ وَسُلُوكٍ إلَى الْحَقِّ  .

وَالرُّوحُ تَعِيْ أنَّهُ تَمَّ خَلْقُهَا قَبْلَ أنْ يَجْعَلَهَا اللهُ بِجَسَدِنَا وَلَكِنْ لَحْظَةَ دُخُولِهَا الْجَسَدَ الْجَنِيْنِيّ لِلْإنْسَانِ تَحْتَجِبُ عَنْهَا هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ إلَى أنْ تَمُوتَ أوْ تَرْتَقِيَ فِيْ حَيَاتِهَا الدُّنْيَا بِالسُّلُوكِ لِتَعُودَ إلَى فِطْرَتِهَا الْأوْلَى الْوَاعِيَةِ الدَّرَّاكَةِ .

أمَّا مَاذَا كَانَتْ تَفْعَلُ قَبْلَ أنْ تَدْخُلَ إلَى الْجَسَدِ؟ فَهِيَ مَاتَفْعَلُهُ بِخُصُوصِيَّتِهَا ، فَإنْ كَانَتْ إنْسَانِيَّةً فَلَهَا الْحَيَاةُ الْإنْسَانِيَّةُ ، وَإنْ كَانَتْ غَيْرَ إنْسَانِيَّةٍ فإنَّ أفْعَالَهَا عَلَى حَسَبِ ذَاتِيَّتِهَا.

وإنَّ الْأمْرَ بِخَلْقِ رُوحٍ قَبْلَ رُوحٍ فَإنَّ هَذَا وَارِدٌ جِدَّاً ؛ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ عَلَاقةٌ بِالتَّمَيُّزِ وَالتَّفَاضُلِ بَلِ التَّمَيُّزُ وَالتَّفَاضُلُ قَائِمٌ مِنْ تَجَلِّيَاتٍ إلَهِيَّةٍ خَاصَّةٍ عَلَى الْأرْوَاحِ ؛ وَمِقْدَارِ اسْتِعْدَادِ الرُّوحِ لِلْإمْدَادِ ، وَالرُّوح الْبَشَرِيَّة مِنَ الرُّوحِ الْإلَهِيَّةِ .

وَالْحَقِيْقَةُ أنَّ  كُلَّ الْأرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ فِيْ الرُّوحِ الْإلَهِيِّ ، وَالْحَقِيْقَةُ الْمُطْلَقَةُ ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) رُوحٌ وَجَسَدٌ ؛ وَنَقُولُ أنَّ كُلَّ الْأرْوَاحِ مَهْمَا كَانَتْ إنَّمَا هِيَ قَائِمَةٌ بِاللهِ تَعَالَى لَاتَخْرُجُ عَنْ ذَاتِهِ ؛ فَمَاثَمَّ غَيْرٌ تَقُومُ بِهِ هَذِهِ الْأرْوَاحُ الْمَخْلُوقَةُ ، وَ إنَّ سُلْطَانَ رُوحٍ عَلَى أرْوَاحٍ أُخْرَى مُمْكِنٌ وَلَهُ شَوَاهِدٌ فِيْ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ وَالسُّنَّةِ الشَّرِيْفَةِ وَلَكِنْ بِأيِّ اسْمٍ ؟ فَهَذَا غَيْرُ مَحْصُورٍ بِاسْمٍ مُعَيَّنٍ كَمَا تَقُولُ فَإنَّ أرْوَاحَ الْفَتْحِ تَنْفَعِلُ لِلْفَتَّاحِ ؛ وَأرْوَاحَ الصَّبْرِ تَنْفَعِلُ لِلصَّبُورِ ، وَلِكُلِّ سَلْطَنَةٍ اسْمُهَا الْمُشْرِفُ عَلَيْهَا . فَتَنَبَّهْ تَرْشُدْ .

وَكُلُّ الْأرْوَاحِ الْإْنسَانِيَّةِ لَهَا مَاهِيَّةٌ وَاحِدَةٌ مَعْرُوفَةٌ لَكِنَّهَا لِلْخَاصَّةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْأوْلِيَاءِ ؛ وَهِيَ لَيْسَتْ مَادَّةً وَلَكِنَّهَا تَتَجَسَّدُ مَادَّةً ؛ وَلَيْسَتْ طَاقَةً وَلَكِنَّهَا مُفْعَمَةٌ بِإصْدَارِ الطَّاقَةِ .

وَهُنَاكَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْأوْلِيَاءِ الْعَارِفِيْنَ بِاللهِ بِأنَّهُمْ يَنْتَقِلُونَ بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِ بِتَسْبِيْحَةٍ وَاحِدَةٍ .. وَعِنِ الْإطْلَاقِ الرُّوحِيِّ وَلَكِنْ يَجِبُ أنْ نَعِيَ أنَّ الْخُرُوجَ مِنَ الْجَسَدِ لَيْسَ فَقَطْ لِلْأْولِيَاءِ بَلْ يُمْكِنُ ذَلِكَ لِكَثِيْرٍ مِنَ النَّاسِ وَلَا عَلَاقَةَ لِمُعْتَقَدَاتِهِمْ بِالْخُرُوجِ ؛ فَالْخُرُوجُ مِنَ الْجَسَدِ آلِيَّةٌ وَإمْكَانِيَّةٌ ذَاتِيَّةٌ فِيْ الْبَشَرِ ؛ كُلُّ مَنْ تَدَرَّبَ عَلَى تَفْعِيْلِهَا فِيْ رُوحِهِ وَحَازَ عِلْمَهَا يُمْكِنُهُ فِعْلُهَا إلَّا أنَّ لِلْأْولِيَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ حَصْرَاً تَجَلِّيَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ فِيْ ذَلِكَ ، وَهَذِهِ التَّجَلِّيَاتُ لَيْسَتْ مِنْ بَابِ الْخُرُوجِ بَلْ مِنْ بَابِ مَا هُوَ خُرُوجٌ إلَيْهِ  فَلَيْسَ كُلُّ أحَدٍ يَسْتَطِيْعُ أنْ يَصِلَ إلَى مَا وَصَلُوا إلَيْهِ بَلْ لَهُمْ عَوَالِمُ خَاصَّةٌ لَايَدْخُلُهَا غَيْرُهُمْ .. عِزَّةٌ إلَهِيَّةٌ .

فَالْمَوْضُوعُ هُنَا أنَّهُ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ  الْجَمِيْعِ مِنْ حَيْثُ الْخُرُوجِ وَالْمُمَارَسَةِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مُشْتَرَكَاً فِيْ كُلِّ الْعَوَالِمِ بَلْ لِلْخَاصَّةِ مِنَ الْأْولِيَاءِ عَوَالِمٌ لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ مُشَارَكَتُهِمْ فِيْهَا .

وَ تَسْتَطِيْعُ الرُّوحُ الدُّخُولَ فِيْ أجْسَادِ الْآخَرِيْنَ .. وَقَدْ تَقُودُهُمْ إلَى فِعْلٍ مُعَيَّنٍ وإنَّ الدُّخُولَ فِيْ أرْوَاحِ الْآخَرِيْنَ لَهُ مَرَاتِبٌ :

مِنْهَا مَاهُوَ مُسْتَحْوِذٌ عَلَى الشَّخْصِيَّةِ كَامِلَةً وَهُنَا لَاخَيَارَ لَهَا بَلِ الْإرَادَةُ لِلْمُسْتَحْوِذِ عَلَيْهَا ؛ وَهُنَا يَصِيْرُ حُكْمُهَا شَرْعَاً حُكْمُ الْمُسْتَكْرَهِ ؛ وَيَسْقُطُ التَّكْلِيْفُ عَنْهَا شَرْعَاً لِعِلَّةِ الْإكْرَاهِ وَنَفْيِ الْإرَادَةِ الْحُرَّةِ عَنْهَا .

وَمِنْهَا مَا لَا يَسْتَحْوِذُ عَلَى الْإرَادَةِ بَلْ يُشَارِكُ فَقَطْ فِيْ بَعْضِ عَوَالِمِ الْكَائِنِ وَهَذَا أيْضَاً يُحَاسَبُ عَلَى قَدْرِ مَا أُكْرِهَ عَلَيْهِ وَقَدْرِ مَا هُوَ حُرٌّ فِيْهِ ؛ وَمِنْهَا مَا هُوَ لَايَمُتُّ إلَى الْإرَادَةِ بِصِلَةٍ وَلَا يَسْتَحْوِذُ بَلْ يُشَارِكُ فَمَا يَجِدُ .

ويُمْكِنُ لِلْمُتَمَرِّسِيْنَ فِيْ الْعُلُومِ الرُّوحِيَّةِ أنْ يَظْهَرُوا فِيْ أحْلَامِ أشْخَاصٍ آخَرِيْنَ بِاخْتِيَارِهِمْ وَ يَتَحَدَّثُوا مَعَهُمْ وَ هَذَا بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الْعِلْمِ الرُّوحِيِّ وَفَنٌّ مِنْ فُنُونِ اخْتِرَاقِ الْعَوَالِمِ .. وَقَدْ كَانَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الشَّيْخُ إمَامُ الْمُفَسِّرِيْنَ متْوَلِّي الشّعْرَاوِيِّ مِمَّنْ لَهُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ مِنَ الْحَقِّ .

وَمَنْ يَعْتَقِدُ أنَّ الرُّوحَ يُمْكِنُ أنْ يُتَحَكَّمَ بِهَا نَقُولُ : لَا نَتَحَكَّمُ بِالرُّوحِ إلَّا بِالْحَقِّ ؛  وَلَا تَكُونُ الرُّوحُ حِجَابَاً عَلَى الْحَقِّ إلَّا إذَا حَجَزَتِ الْعَبْدَ عَنْ رَبِّهِ وَادَّعَتِ الرُّبُوبِيَّةَ فِيْ ذَاتِهَا فَصَارَتْ عَائِقَاً وَعَقَبَةً فِيْ ذَاتِهَا تَمْنَعُ إشْرَاقَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا ؛ وَالْأْمرُ هُنَا يَحْتَاجُ تَزْكِيَةً .


( من كتاب علم الفوح من بعض أدلة الروح للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى