الحياة الروحية
ويقال لها : الحياة الإيمانية .
ويقال لها الحياة الربانية : كما قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) آل عمران .
وهي الحياة الإنسانية الراقية ذات السمو الأخلاقي القائم على تمثل القيم السلوكية في الإسلام مثل التوبة والتوكل والحب بالله تعالى والرضا …. الخ .
الإسلام يقرر للمسلمين أولاً بوجود الروح ، فهي موجود غير مرئي وهي وإن كانت غامضة علينا ؛ من حيث كنهها وجوهرها ؛ فإنها ظاهرة من حيث آثارها في السلوك ، وفاعليتها في الأبدان ، ولما كانت حقيقة في كينونة الكائن الحي فلا بد أن يكون لها مطالب تتغذى بها ، وتتقوى بتغذيتها ؛ كما أنها تضعف ، وتضيق بالحرمان منها .
من أجل هذا : فإن الإسلام قرر لها نصيبا ليؤدي حقها فيه .
إن الحياة الروحية كما قررها الإسلام : هي أداء العبادات . للتقرب إلى الحق .
تستمر الحياة الروحية بالتقرب من الرب حتى يحبك الرب فإذا أحبك حققَكَ الربُ بتلك الحياة الروحية الحَقة .
فيكون سمعك الذي تسمع به .
و بصرك الذي تبصر به .
ويدك التي تبطش بها .
ورجلك التي تمشي بها .
ولئن سألته ليعطينك .
ولئن استعاذته ليعيذنك .
كما جاء في الحديث القدسي الشريف فقد روى الأئمة البخاري والبيهقي والإمام أحمد حديثاً قدسياً وهنا النص للبخاري ؛ من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” إن الله تعالى يقول : من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب ” في بعض الروايات ” فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ” .