الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِين
ــ العبدُ القَريب مِنَ الله تعالى عبدٌ سعيدٌ .
ــ العبدُ البَعيد عَنِ الله تعالى عبدٌ شقيٌّ .
السّعيدُ يعيشُ في نِعَمِ الله عزّ وجلّ ، و يعيشُ في عطاءاته سبُحانه وتعالى ، فإذا سأله سائِل كيف حالك ؟ فإنه إنْ أجاب بأيّ صِيغةٍ كلاميّةٍ ؛ كانت الصِيغَة قاصرةٌ عَنْ وَصف سعادته ووصف كَرَم الله تعالى له ، وهنا قولُ سيّدنا مُحَمّد صلى الله عليه وآله وسلّم : ” الحمد لله ” .
هذا القول جَسّد كُلّ تلك الأحاسيس والمشاعر والعطاءات والهِبَات والكَرامَات والمِنَح والارتقاءات بكَلِمةٍ خفيفةٍ على اللِسَان، فإن لَمَسْتَ مِنْ اتّساع أُفُقِ المَعاني والمَقاصِد خَلْفَ هذه اللفظة – لفظةُ الحَمْدُ لله – عَرَفتَ عَظمة ثِقَلِها في الميزان ، وعَرَفتَ الحِكْمَة في اختياره تعالى لها لافتتاح القُرْآن الكريم ، فالحَمْد لله رَبّ العَالَمِين الإله الوَاحد الفَرد الصَمَد الّذي إنْ بقينا نَحمَده إلى يوم القيامة لم نَقُمْ بواجب حَمْدِ نِعْمَةٍ وَاحدةٍ مِنْ نِعَمِه الكثيرة التي لا تُعدّ ولا تُحصى .
( من كتاب النظرات التوحيدية في الوحدات الايمانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .