( الحُرِّيَّةُ تَنَزُّهٌ وَ تَقَدُّسٌ )
مِنَ العَبْدِ الفَقِيْرِ إلَى رَبِّهِ تَعَالَى هَانِيْبَالْ يُوسُفْ حَرْبْ إلَى (………)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَبَعْدُ :
العَلَاقَةُ بَيْنَ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ وَبَيْنَ الحُرِّيَّةِ :
لِلحُرِّيَّةِ أنوُاعٌ وَلِكُلِّ نَوْعٍ خُصُوصِيَّةٌ تَنْبَثِقُ عَنِ اسْمٍ إلَهِيٍّ مُعَيَّنٍ ، وَأهَمُّ أنْوَاعِ الحُرِّيَّاتِ وَالَّتِي اخْترتُهَا مَوْضُوعَاً لِكِتَابي هَذَا هِيَ ( الحُرِّيَّةُ الرُّوحِيَّةُ وَالقَلْبِيَّةُ عَنِ الأكْوَانِ ) .
وَلِكَيْ نَفْهَمَ الحُرِّيَّةَ بِهَذَا المَعْنَى يَجِبُ أنْ نَعْرِفَ حَقِيْقَتَهَا ، وَ حَقِيْقَتُهَا أنَّهَا تَجَلٍّ مِنْ تَجَلِّيَاتِ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ ، وهَذَا ما لَمْ تَفْهَمْهُ الشُّعُوبُ وَلَا يَفْهَمُهُ العَالَمُ اليَوْمَ .
وَالقُدُّوسُ : هُوَ الطَّاهِرُ المُنَزَّهُ عَنِ المَكَانِ وَالإمْكَانِ ، المُنَزَّهُ عَن أنْ يَحْصِرَهُ أوْ يُقَيِّدَهُ أو يِحُدَّهُ قَيْدٌ أو كَوْنٌ أو زَمَانٌ أو مَكَانٌ أو أيُّ شَيْءٍ ؛ فَهُوَ مُنَزَّهٌ بِالأصَالَةِ ، هَذَا هُوَ معنى الإطْلَاقُ وَهُوَ مَصْدَرُ الحُرِّيَّةِ .
وَالتَّقَدُّسُ : هُوَ التَّرَفُّعُ عَنِ الأشْيَاءِ لِتَتَحَرَّرَ مِنْ كُلِّ الأكْوَانِ .
وَبِالتَّالِي فَعِنْدَمَا لَا يَحُدُّكَ الزَّمَانُ أوِالمَكَانُ وَ لَا تَحُدُّكَ شَهْوَةٌ أو قيدٌ تَكُونُ مُتَخَلِّقَاً بِاسْمِ اللهِ القُدُّوسِ وَ مُتَقَدِّسَاً فِي نَفسِكَ .
وَحِيْنَ يَقُولُونَ هَذَا الإنسَانُ قُدْسِيٌّ فَهَذَا يَعْنِي أنَّ الْأكْوَانَ وَ الْأشْيَاءَ لَا تَنَالُ مِنْكَ بَلْ أنْتَ الَّذِي تَنَالُ مِنْهَا وَتَتَحَكَّمُ بِهَا ، وَلَا أقْصِدُ هُنَا الْانْخِلَاعَ عَنْ ذَاتِكَ بَلْ تَنَزُّهُكَ عَنِ الْمُقَيِّدَاتِ أنْ تُعِيْقَ إطْلَاقَكَ .
وَالحُرِّيَّةُ : هِيَ التَّحَرُّرُ عَنِ الأكْوَانِ بِألَّا يُقَيِّدَكَ شَيْءٌ يُعِيْقُ إطْلَاقَكَ ، فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حين نَزَّلَ إلَيْنَا الشَّرْعَ لَا لِكَيْ يُقَيِّدَنَا بَلْ لِيُحَرِّرَنَا مِنَ الأكْوَانِ ؛ فِي حِيْن كَانَ هُنَاكَ مَنْ يَسْتَعْبِدُهُ حَجَرٌ ، وَمَنْ يَسْتَعْبِدُهُ خَشَبٌ ، وَ مَنْ يَسْتَعْبِدُهُ تِمْثَالُ تَمْرٍ ، وَ مَنْ يَسْتَعْبِدُهُ بَشَرٌ ، فَجَاءَ الشَّرْعُ لِيُحَرِّرَهُ بِأنْ يَكُونَ مْسْتَعْبَدَاً لِلحَقِّ فَقَطْ وَالَّذِي هُوَ مُطْلَقٌ أصْلَاً فِي ذَاتِهِ وَ مُتَحَرِّرٌ عَنِ القَيْدِ .
فَإذَا فَهِمْتَ مَعْنَى الحُرِّيَّةِ بِدِقَّةٍ وَدَخَلْتَ إلَى عَوَالِمِ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ فَإنَّكَ تَتَحَرَّرُعَنْ كُلِّ المَظَاهِرِ الكَوْنِيَّةِ ، لَا الانْخِلَاعَ عَنْهَا وَالانْعِزَالَ بَلْ بِالتَّحَرُّرِ فِيْهَا ؛ فَتَكُونُ هِيَ تَحْتَ رِقِّكَ وَ لَا تَكونُ أنَتَ تَحْتَ رِقِّهَا .
وَلِلحُرِّيَّةِ ارْتِبَاطٌ فِي وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ بِبَعْضِ المَعَانِي كَالتَّمَرُّدِ وَالجَبَّارِيَّةِ ، التَّمَرُّدُ عَلَى مُعِيْقَاتِ الرُّوحِ عَن إطْلَاقِهَا ، وَمُمَارَسَةُ الجَبَّارِيَّةِ عَلَى مَانِعِيْ حُرِّيَّةَ الرُّوحِ ، وَمِنَ المُلَاحَظِ أنَّ الجَبَّارِيْنَ كُلُّهُمْ مُتَمَرِّدِيْنَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا لِلْوُصُولِ إلَى حُرِّيَّتِهِمْ عَنِ الأكْوَانِ .
وَالتَّمَرُّدُ مُمَانَعَةٌ بِالأصْلِ بِتَجَلِّي اسْمِ اللهِ المَانِعِ مِنْ هُنَا نَجِدُ أنَّ الْحُرِّيَّةَ مُرْتَبطَةٌ لِجِهَة الأسْمَاءِ الحُسْنَى :
بِفَلَكَ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ بِالمَرْتَبَةِ الأولَى وَكَتَصْنِيفٍ عَامٍّ شَامِلٍ بِالتَّنَزُّهِ عَنِ الأكْوَانِ وَالأشْيَاءِ .
وَبِفَلَكِ اسْمِ اللهِ الجَبَّارِ .
وَبِفَلَكَ اسْمِ اللهِ المَانِعِ كَتَصنِيْفٍ خَاصٍّ .
وَبِالتَّالِي فَلِكَيْ نَتَحَكَّمَ بِالحُرِّيَّةِ وَالتَّمَرُّدِ كَصِفَةٍ عِنْدَ أيِّ شَخْصٍ نَسْتَعِيْنُ بِاسْمِ اللهِ القُدُّوسِ أوِ الجَبَّارِ أوِ المَانِعِ .
إنَّ شَرْحَ الأسْمَاءِ الحُسْنَى وَمَعَانِيْهَا الكَامِلَةِ بِحَدِّ ذَاتِهِ عَالَمٌ آخَرُ ،فَأنَا هُنَا لَا أتَكَلَّمُ عَنِ مَعْنَى القُدُّوسِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ بَلْ أُعْطِيكَ الحَدَّ الْأدْنَى مِن فَهْمِ هذا الاسْمِ وَفِيْمَا تَحْتَاجُهُ لِفَهْمِ مَعْنَى الحُرِّيَّةِ وَارْتِبَاطِهَا بِاسْمِ القُدُّوسِ تَعَالَى لِأنَّ لِاسْمِ القُدُّوسِ مَعَانٍ وَحَقَائِقَ وَدَقَائِقَ تَضِيْقُ بِهَا صَفَحَاتُ الكُتُبِ .
فَالحُرِّيَّةُ قُدُّوسِيَّةُ ، والقُدُّوسِيَّةُ هِيَ الحُرِّيَّةُ الكَامِلَةُ .
التَّحَرُّرُ عَنْ رِقِّ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ :
إنَّ أعْلَى نِظَامٍ تَحَرُّرِيٍّ بَعْدَ الفَنَاءِ بِاللهِ تَعَالَى هُوَ التَّحَرُّرُ عَنْ رِقِّ الزَّمَانِ حَيْثُ لَا يَضْبِطُنِي الزَّمَنُ بَلْ يَنْضَبِطُ بِسَطْوَتِي لِأنِّي خَلِيْفَةُ الحَقِّ فِيْهِ ، وَيَأتِي بَعْدَهُ التَّحَرُّرُ عَنْ رِقِّ المَكَانِ حَيْثُ يَكُونُ الإنسَانُ هُنَا فِي دِمَشْقَ يَقُومُ بِعَمَلٍ مَا وَيَنْتَقِلُ إلَى أمْرِيكَا وَيَقُومُ بِعَمَلٍ آخَرَ ثُمَّ فِي دَوْلَةٍ أُخْرَى.. وَهَكَذَا يَتَنَقَّلُ حَيْثُ يَشَاءُ بِتَحَقُّقِهِ بِالقُدُّوسِيَّةِ وَالطُّهْرِ .
وَقَدْ تَكَلَّمِ الشَّرْعُ عَن مَظَاهِرَ عَدِيْدَةٍ لِتَنَقُّلَاتٍ مُتَحَرِّرَةٍ عَنَ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ بِنُورِ القُدْسِيَّةِ المُطْلَقَةِ :
فَهَاهُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول لِبِلَالٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : ( إنِّي أسْمَعُ خَشْخَشَةَ نَعْلَيْكَ فِي الجَنَّةِ يَا بِلَالُ ) ، فَقَدْ تَنَزَّهَ بِلَالُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ المَكَانِ وَالزَّمَانِ وَأصْبَحَ فِي لَحْظَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي فَلَكَ الجَنَّةِ .
وَ أرْوِي عَن أشْيَاخِي الحَدِيْثَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ عَنْ هَذِهِ الوَاقِعَةِ ( حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ يَعِيْش وَمُحَمَّدُ بنُ العَلَاءِ الهَمَدَانِيِّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أبُو أسَامَة عَن أبِي حَيَّانَ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا أبِي حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيِّ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عَن أَبِي زُرْعَةَ ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِبْلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ : « يَا بِلَالُ ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلامِ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ ، قَالَ بِلالٌ : مَا عَمِلْتُ عَمَلَاً فِي الإسْلامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أنِّي لَا أتَطَهَّرُ طَهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِن لَيْلٍ وَ لَا نَهَارٍ إِلا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطَّهُورِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ » ) .
وَفِي رِوَايَةٍ لِحَدِيْثٍ آخَرَ أرْوِي عَن أشْيَاخِي :
( حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الفَرَجِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أَبِي سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ امْرَأَةَ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ سَمِعْتُ خَشْخَشَةً أَمَامِي فَإِذَا بِلَالٌ » ) .
وَفِي رِوَايَةٍ لِحَدِيْثٍ آخَرَ أرْوِيهِ عَن أشْيَاخِي :
( حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ أَبُو عَمَّارٍ المَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي بُرَيْدَةَ ، قَالَ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ : « يَا بِلَالُ بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي ، دَخَلْتُ البَارِحَةَ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مُرْتَفِعٍ مُشْرِفٍ مِن ذَهَبٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ فَقَالُوا : لِرَجُلٍ مِنَ العَرَبِ ، فَقُلْتُ : أَنَا عَرَبِيٌّ ، لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ قَالُوا لِرَجُلٍ مِن قُرَيْشٍ ، فَقُلْتُ : أَنَا قُرَشِيٌّ ، لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟ قَالُوا : لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، قُلْتُ : أَنَا مُحَمَّدٌ لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟ قَالُوا : لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ » . فَقَالَ بِلَالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « بِهِمَا» وَفِي البَابِ عَن جَابِرٍ، وَمُعَاذٍ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « رَأَيْتُ فِي الجَنَّةِ قَصْرًا مِن ذَهَبٍ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ» قَالَ أبُو عِيْسَى :هَذَا حَديْثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِنَفْسِ الوَاقِعَةِ أروِيْهَا عَن أشْيَاخِي :
( حَدَّثَنَا زَيْدُ بنُ الحُبَابِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ ، أخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ بُرَيْدَةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أبِي بُرَيْدَةً يَقُولُ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ : « يَا بِلَالُ بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي ، إنِّي دَخَلْتُ البَارِحَةَ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ ، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِن ذَهَبٍ مُرْتَفِعٍ مُشْرِفٍ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا القَصْرُ ؟ قَالُوا : لِرَجُلٍ مِنَ العَرَبِ ، قُلْتُ : أَنَا عَرَبِيٌّ ، لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟ قَالُوا لِرَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِيْنَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، قُلْتُ : فَأَنَا مُحَمَّدٌ لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟ قَالُوا : لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: لَوْلَا غَيْرَتُكَ يَا عُمَرُ لَدَخَلْتُ القَصْرَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا كُنْتُ لَأغَارُ عَلَيْكَ ، قَالَ : وَقَالَ لِبِلَالٍ : بِمَ سَبَقْتَنِي إلَى الجَنَّةِ ؟ قَالَ : مَا أحْدَثْتُ إلَّا تَوَضَّأتُ وَ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : بِهَذَا » ) .
وَفِي هَذَا الحَدِيْثِ هُنَاكَ مَنْ قَالَ إنَّهُ رُؤيَا مَنَامِيَّةٌ وَلَيْسَ ذَلِكَ ثَابِتٌ عِنْدَنَا إنَّمَا هُوَ مِن فِكْرِ الشَّارِحِيْنَ لَهُ !! بَلْ هُوَ حَقِيْقَةٌ وَلَيْسَ مَنَامَاً كَمَا يَعْضُدُ ذَلِكَ بَقِيَّةُ الْأحَادِيْثِ مِن قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ( سَمِعْتُ الْلَّيْلَةَ ) وَلَمْ يَقُلْ ( رَأيْتُ فِي مَنَامِي ) .
وَفِي حَدِيْثٍ آخَرَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ( أُرِيْتُ ) وَلَمْ يَقُلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ( حَلمْتُ ) .
لَقَدْ سَألَهُ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِيُعَلِّمَنَا : بِمَ وَصَلَتَ إلَى ذَلِكَ يَا بِلَالُ ؟ أجَابَ بِنُورِالطُّهْرِ وَالتَّقَدُّسِ حَيْثُ قَالَ : مَا أحْدَثْتُ حَدَثَاً إلَّا تَوَضَّأتُ مِن بَعْدِهِ ، وَمَا تَوَضَّأتُ إلَّا وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ لِلَّهِ تَعَالَى .
فَالطُّهْرُ وَالوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ تَطَهُّرٌ وَ تَقَدُّسٌ عَنِ الأكْوَانِ أوْصَلَتْهُ لِمَرْحَلَةِ التَّحَرُّرِ عَنْهَا وَ تَجَاوَزِ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ .
لِذَلِكَ أقُولُ : إنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَعْمَلُ عَلَى الزَّمَنِ وَ اخْتِرَاقَاتِ الزَّمَنِ وَآلَةِ الزَّمَنِ وَمَا يَتَنَقَّلُ بَيْنَ الأزْمِنَةِ وَمَعْرِفَةِ مَاذَا سَيَحْدِثُ فِي المُسْتَقْبَلِ وَمَاذَا حَدَثَ فِي المَاضِي ، كُلُّ هَذِهِ الكَرَامَاتِ جَمِيْعُهَا وَالخَوَارِقِ الكَوْنِيَّةِ المِيْتَافِيزِيقِيَّةِ إنَّمَا تَعْتَمِدُ عَلَى خَاصِّيَّةِ التَّقَدُّسِ مِنِ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ .
القُدُّوسِيَّةُ وَالتَّكْوِيْنُ :
اعْلَمْ يَا وَلِيِّي فِي اللهِ تَعَالَى أنَّ أبْدَعَ وَأرْقَى ظَاهِرَةٍ فِي التَّقَدُّسِ عِنْدَ القُدْسِيِّيْنَ أصْحَابِ هَذِهِ الصِّفَةِ هِيَ ( التَّكْوِيْنُ ) أي تَكْوِيْنُ الأشْيَاءِ إذْ يَقُولُ لِلشَّيْءِ : كُنْ فَيَكُونُ .
فَكُلَّمَا كَانَ العَبْدُ مُتَخَلِّقَاً أكْثَرَ بِاسْمِ اللهِ القُدُّوسِ وَبِالطُّهْرِ الذَّاتِيِّ .. كُلَّمَا أصْبَحَ تَكْوِينُهُ أقْوَى لِدَرَجَةِ أنَّهُ يَصِلُ إلَى مَرْحَلَةِ أنَّ اللهَ تَعَالَى يُهَيِّئُ لَهُ مُرَادَهُ مِن دُونِ افْتِعَالٍ ، إذْ يَتَوَجَّهُ العَبْدُ المُتَقَدِّسُ بِهِمَّتِهِ فَقَطُ إلَى الكَونِ وَيَقُولُ لَهُ : كُنْ، فَيُهَيِّئُ اللهُ لَهُ مُرَادَاتِهِ أمَامَهُ .
إنَّ كُلَّ كَرَامَةٍ مِنَ الكَرَامَاتِ لَهَا فَلَكٌ مِنَ الأفْلَاكِ ، وَهَذَا عِلْمٌ قَائِمٌ بِذَاتِهِ ، إذ يُوجَدُ أُنَاسٌ يَخْتَرِقُ نَظَرُهُمْ الجِدَارَ وَيَرَى مَا وَرَاءَهُ ، وَهَذِهِ كَرَامَةٌ مَخْصُوصَةٌ بِفَلَكِ البَصَرِ .
كَمَا يُوجَدُ أُناَسٌ تُصْغِي فَتَسْمَعُ مَا يَحْصَلُ وَرَاءَ الجُدْرَانِ ، وَهَذِهِ كَرَامَةٌ مَخْصُوصَةٌ بِفَلَكِ الأُذُنِ .
أمَّا التَّكْوِيْنُ فَمخْصُوصٌ بِالجِهَازِ التَّنَاسُلِيِّ عِنْدَ الإنسَانِ ، فَكُلَّمَا كَانَ أطْهَرَ كُلَّمَا كَانَ أقْدَرَ عَلَى التَّكْويْنِ .
لِذَلكَ وَصَفَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيِّدَنَا عِيْسَى عَليْهِ السَّلَامُ الَّذِي هُوَ مِثَالُ عَالَمِ التَّكْوِيْنِ { .. وسَيِّدَاً وَحَصُورَاً {93} آل عمران ، حَصُورَاً : أي لا يَأتْي النِّسَاءَ ، فَعَلِمْنَا أنَّ التَّكْوِيْنَ الَّذِي ظَهَرَ عَنْهُ مُرْتَبِطٌ بِهَذَا الفَلَكِ .. وَهَذَا سِرٌّ قُدْرَوِيٌّ .
وَ كُلَّمَا كَانَ الإنسَانُ أكْثَرَ عِفَّةً كَانَ الاخْتِرَاقُ وَ التَّكْوِيْنُ أسْلَمَ وأسْهَلُ .
وَقَدْ ضَرَبَ اللهُ لَنَا أمْثِلَةً فِي القُرْءَان الكَرِيْمِ ، فَجَمِيْعُ الأنْبِيَاءِ عِنْدَهُمْ قُدْرَةُ التَّكْوِيْنِ ، وَكَذَلِكَ الصَّالِحِيْنَ بِمَنْ فِيْهِمُ النَّسَاءُ أيْضَاً مِثْلَ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ القَابِعَةَ فِي المِحْرَابِ المُنْقَطِعَةَ عَنِ الأغْيَارِ فِي خَلْوَتِهَا ؛ لَا يَدْخُلُ إلَى غُرْفَتِهَا أحَدٌ سِوَى سَيِّدنا زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي تَعَجَّبَ مِن رِزْقِهَا فَسَألَهَا عَنْهُ وَمِمَّنْ بِقَوْلِهِ : { .. قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ {73} آل عمران ، وَقَدْ أتَى اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَنَا بِهَذِه القُدْرَةِ صَرِيْحَةً فِي القُرْءَانِ الكَرِيْمِ .
وَهَكَذَا نَجِدُ أنَّ القُدُّوسِيَّةَ أصْلٌ فِي التَّكْوِيْنِ وَالاخْتِرَاقَاتِ، إلَّا أنَّنِي أحِبُّ أنْ أُؤكِّدَ بِالنِّسْبَةِ لِمَسْألَةِ العُقْمِ بِالذَّاتِ بِأنَّهُ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِالطُّهْرِ وَإنَّمَا عَلَاقَتُهَا بِاسْمِ اللهِ المُرِيْدِ أي بِالمَشِيْئَةِ الإلَهِيَّةِ وَلَيْسَ بِالقُدُّوسِيَّةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى { .. وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيْمَاً {05} الشورى ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإنَّنَا لَاحَظْنَا المَسْألَةَ التَّالِيَةَ : أنَّنَا عِنْدَمَا نُعَالِجُ مَنْ لَدَيْهِمْ مُشْكِلَةَ العُقْمِ بِالنُّورِ الْإلَهِيِّ خَاصَّةً إذَا كَانُوا أصِحَّاءَ فِيزِيَائِيَّاً وَعُضْوِيَّاً أي إذَا كَانَ الجِهَازُ التَّنَاسُلِيُّ سَلِيْمَاً عُضْوِيَّاً وَلَا يُوجَدُ أيُّ خَلَلٍ فِيْهِ ؛ فَعِندَمَا نُعَالِجُهُمْ بِالقُدُّوسِيَّةِ يُشْفَوْنَ وَيُذْهِبُ اللهُ عُقْمَهُمْ .
وَكَذَلِكَ نَتَوَقَّفُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {01} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارا {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً {21} نوح ، فَاسْتِغْفَارُ الرَّبِّ الغَفَّارِ هُنَا سَبَبٌ لِلإمْدَادِ بِالبَنِيْنَ لِأنَّ الْاسْتِغْفَارَ تَقَدُّسٌ وَتَطَهُّرٌ ، فَمِنْ حَيْثُ النَّتِيْجَةِ رَجَعْنَا إلَى نَفْسِ البَحْرِ بَحْرِ الطُّهْرِ وَالقُدْسِيَّةِ فِي التَّكْوِيْنِ رُغْمَ اخْتِلَافِ عَالَمِ الإشْرَافِ الإسْمِيِّ .
وَبِذَلِكَ عَلِمْنَا أنَّ عِلَاجَ العُقْمِ وَمَسْألَةُ الإنْجَابِ إنَّمَا هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِاسْمِ اللهِ القُدُّوسِ ، وهذا مَا دَفَعَ الشَّيْخَ مُحْيِي الدِّيْنِ ابْنَ عَرَبِيٍّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى لِيَقُولَ أنَّ التَّكْوِيْنَ الطَّبِيْعِيَّ إنَّمَا هُوَ مِنِ اسْمِ اللهِ القُدُّوسِ .
طَاقَةُ القُدْسِيَّةِ وَشَحْنِهَا :
إنَّ كُلَّ عُضْوٍ مِنَ الأعْضَاءِ فِي جَسَدِ الإنسَانِ يَتَلَقَّى طَاقَتَهُ الخَاصَّةَ سَلْبَاً أو إيْجَابَاً :
فَحِيْنَ أُسَافِرُ مِن بَلَدِ إلَى آخَرَ كَي أدَرِّسَ القُرْءَانَ الكَرِيْمَ وَعُلُومَ القُرْءَانِ الكَرِيْمِ وَالدِّيْنِ وَ الأخْلَاقِيَّاتِ .. وَأمْشِي مِنَ الفُنْدُقِ إلَى مَرْكَزِ الدِّرَاسَةِ ، فَمُنْذُ انْطِلَاقِي الأوَّلِ فَإنَّ قَدَمِي تَنْشَحِنُ بِالخَيْرِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أمْشِي بِهَا إلَى هَذَا المَكَانِ لِأُقِيْمَ العِلْمَ .
بِيْنَمَا لَوْ ذَهَبَ شَخْصٌ بِنَفْسِ المَسَارِ وَ الخُطُوَاتِ إلَى مَلْهَىً لَيْلِيٍّ يَعْصِي اللهَ تَعَالَى .. فَكلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا فَهِيَ حَرَامٌ ، وَبِالتَّالِي ففَلَكُ القَدَمِ يَنْشَحِنُ بِالحَرَامِ ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَمْشِي بِهَا تَلْعَنُهُ الأرْضُ وَتُعْطِيهِ طَاقَةً سَلْبِيَّةً ؛ لِأنَّ الأرْضَ كَائِنٌ حَيٌّ مُدْرِكٌ يَطلُُبُ الحَلَالَ وَلَا يَطلُبُ الحَرَامَ ، لِذَلِكَ فَهِيَ وَالأشْيَاءُ تَشْهَدُ عَلَيْنَا بِإدرَاكِهَا وَوَعْيِهَا .
وَكَذَلِكَ عِنْدَمَا أمْشِي إلَى الجَامِعِ أو أمْشِي مِنْ أجْلِ إصْلَاحِ ذَاتِ البَينِ أو لِأصِلَ رَحِمَاً أو أزُورَ صَدِيْقَاً أوْ أخَاً أوْ لِأعْمَلَ خَيْرَاً أوْ لِأنْصُرَ مَظْلُومَاً أوْ لِأُجَاهِدَ فِي سَبِيْلِ اللهِ ، كُلُّ هَذَا المَسِيْرِ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ شَحْنٍ لِفَلَكِ الْقَدَمِ بِالطَّاقَةِ النُّورَانِيَّةِ وَهُوَ تَطْهِيْرٌ ذَاتِيٌّ وَعُضْوِيٌّ خَاصَّةً حِيْنَ نُضِيْفُ إلَيْهِ الوُضُوءَ الَّذِي يُلَامِسُ كُلَّ الأعْضَاءِ ، فَحِيْنَ أتَوَضَّأُ أنوِي أخَذَ طَاقَةِ النُّورِ مِنَ المَاءِ وَتَنظِيْفَ فَلَكِ اليَدِ مِن مُتَعَلِّقَاتِ وَدَنَسِ الدُّنْيَا .
وَبِالتَّالِي فَإنَّ طُهْرَ وَقُدْسِيَّةَ فَلَكِ اليَدِ يُؤَدِّي إلَى فَتْحِ كَرَامَاتِ اليَدِ ؛ كَأنْ يَضَعَ الشَّخْصُ يَدَهُ بِالمَاءِ فَيَنْبُعُ الماءُ وَيَزِيْدُ ، وَ كَذَلِكَ يَلْمِسُ عَلَى المَرِيْضِ فَيَشْفَى وَهَكَذَا .
القُدُّوسِيَّةُ وَالشَّرْعُ :
القُدُّوسِيَّةُ مُرْتَبِطَةٌ بفَهْمِ وَتَطْبِيْقِ الشَّرْعِ كُلِّهِ مِنْ أوَّلِهِ إلَى آخِرِهِ وَهُذَا يَهْدِفُ إلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَ العُبُودِيَّةِ هِيَ أنْ نَتَطَهَّرَ وَ نَتََقَدَّسَ وَ نَتَحَقَّقَ بِاسْمِ اللهِ القُدُّوسِ .
فَالزَّكَاةُ تَطْهِيْرٌ ، وَالصَّيَامُ تَطْهِيْرٌ ، وَالصَّلَاةُ تَطْهِيْرٌ ، وَالحَجُّ تَطْهِيْرٌ ..
الزَّكَاةُ تَطْهِيْرُ المَالِ ، وَ قَدْ تَمَّ تَنْظِيْمُ فْقهِ المُعَامَلَاتِ مِن أجْلِ أنْ تَعْرِفَ كَيْفَ تُطَهِّرُ نُقُودَكَ .
وَ الصِّيَامُ تَطْهِيْرُ الذَّاتِ وَالخَوَاطِرِ وَالعَلَائِقِ .
وَالصَّلَاةُ تَطْهِيْرُ كُلِّ شَيْءٍ بِشَكْلٍ جَمْعِيٍّ .
وَ الْحَجُّ تَطْهِيْرُ كُلِّ شَيْءٍ بِشَكْلٍ فَرْقِيٍّ ( تَفصِيْلِيٍّ ) .
وَ قَدْ أكَّدَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ الشَّرْعَ بِأكْمَلِهِ هُوَ التَّطَهُّرُ لِلتَّحَقُّقِ بِالقُدُّوسِيَّةِ الكَامِلَةِ .
وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ
( من كتاب الكتب الخيرة للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .
أقرأ التالي
4 يونيو، 2020
علم الإرادة العبدية – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
5 يونيو، 2020
تعريف صفاته تعالى – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
6 يونيو، 2020
الفيض – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية
زر الذهاب إلى الأعلى