البسملةُ واسمُ اللهِ الواحدِ – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

البسملةُ واسمُ اللهِ الواحدِ

بدأنا بتفصيلٍ حقيقيٍّ حولَ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } وفي علمِ نادرٍ وخاصٍّ من مواهبِ وقدراتِ وطاقاتِ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } وقلنا بأنَّنا عندما نسمعُ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }  فإنَّ فيها جوامعَ الأسماءِ الحُسنى كلَّها ، وسنبدأُ الآنَ بالبحثِ في كلِّ اسمٍ من أسماءِ اللهِ تعالى الحُسنى  في البسملةِ وتحديداً في بسملةِ سُورةِ الفاتحةِ وكيفَ أنَّ هذهِ البسملةَ تُعبِّرُ عن هذا الاسمِ بشكلٍ خاصٍ .

فإن قلتَ لي :
أنا لا أرى اسمَ اللهِ الواحدِ في { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } !!

أقولُ لكَ :

دَعني أوضِّحُها لكَ بالعِلمِ الحقيقيِّ كيفَ أنَّكَ عندما تقولُ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إنَّما تقولُ : ( الواحدُ ) .

دَعني أريكَ كيفَ أنَّكَ عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } إنمَّا تقولُ : ( الرَّشيدُ ) .

دعني أريكَ كيفَ أنَّكَ عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } كأنَّكَ تقولُ : ( الحقُّ ) .

كيفَ أنَّكَ عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } كأنَّكَ تقولُ : ( القادرُ ) ..

كيفَ أنَّكَ عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } كأنَّكَ تقولُ : ( الفردُ ) .. نَعمْ .. فاسمُ اللهِ تعالى ( الفَردُ ) لهُ خصوصيةٌ خاصةٌ من الأسماءِ ، وكذلكَ اسمُ اللهِ تعالى ( الرشيدُ ) لهُ خصوصيةٌ خاصةٌ في الأسماءِ ، وكذلكَ اسمُ اللهِ تعالى ( الحقُّ ) لهُ خصوصيةٌ خاصةٌ في الأسماءِ .. وكذا فكلُّ اسمٍ لهُ خصوصيةٌ ؛ وكلُّ اسمٍ بخصوصيَّتِه إنما هو عنوانٌ تستطيعُ أن ترسمَهُ كلماتٌ أو ألفاظٌ أربعةٌ هيَ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } وحروفُ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } .

فإن قلتَ لي :
نَعمْ أتفقُ معكَ أنَّ لفظَ الجلالِ { الله } موجودٌ في كلِّ الأسماءِ .. وانتهى .

أقولُ لكَ : لا .. لم ينتهِ ..
صحيحٌ أنَّ لفظَ الجلالِ { الله }  فيهِ كلُّ الأسماءِ ، إلا أنَّهُ يجبُ علينا أن نتعرَّفَ ونتعلَّمَ كيفَ نرى هذه الأسماءَ في الحالِ العلميِّ للبسملةِ ، لأنَّنا في المستقبلِ سندخلُ على بقيةِ الآياتِ وبقيةِ السُّوَرِ ونتعلَّمُ كيفَ نقرأُ ما هو خلفَ الحُروفِ والكلماتِ والألفاظِ في الآياتِ الشريفةِ وفي السُّوَرِ العظيمةِ الجليلةِ ، فنحنُ الآنَ سنقومُ بإجراءِ القليلِ من البسطِ والتفريداتِ في البسملةِ إن شاءَ اللهُ تعالى حتى نسهِّلَ فهمَ العلمِ القدرويِّ والعلمِ الطاقيِّ وقدراتِ القرءانِ الكريمِ في باقي سُوَرِ وآياتِ القرءانِ الكريمِ لأنَّهُ حَقَّاً حَقَّاً حقَّاً لا يوجدُ اليومَ كتابٌ هو معجزةُ الأزلِ والأبدِ كما هو القرءانُ الكريمُ .

القرءانُ الكريمُ هو معجزةُ الحقِّ سبحانهُ وتعالى في هذا الوجودِ الكونيِّ ، هو المعجزةُ الإلهيةُ العظمى الباقيةُ من الأزلِ إلى الأبدِ ، هو الحقيقةُ الوجوديةُ التي ليسَ فوقَها حقيقةٌ وليسَ تحتَها حقيقةٌ في عالَمِ الكلماتِ وعالَمِ الحُروفِ الربانيَّةِ ، كلُّ ذلكَ سوفَ نفصِّلُهُ إن شاءَ اللهُ تعالى في سُطورِنا التاليةِ من تفسيرٍ بنورِ اللهِ تعالى .

عندما تبدأُ بقراءَةِ القرءانِ الكريمِ وتقولُ :
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يا ترى هل يَعي الوعيُ أنَّكَ تذكرُ اسمَ اللهِ الواحدِ ؟

بالتأكيدِ لا .. لأنَّ اسمَ اللهِ الواحدِ فيهِ مثلاً حرفُ الواوِ ؛ وهذا الحرفُ ليسَ من حروفِ البسملةِ ؛ فكيفَ يكونُ اسمُ اللهِ الواحدِ موجوداً في البسملةِ ؟

أقولُ : إنَّ اسمَ اللهِ الواحدِ موجودٌ وجودَاً علميَّاً مُضمَراً باطنَاً ، فكمَا أضمرَ اللهُ سبحانهُ وتعالى الألفَ في لفظِ الجلالةِ { الله } والتي يُشارُ إليها في الكتابةِ دائماً بتلكَ الألفِ الصغيرةِ فوقَ لفظِ الجلالةِ والَّتي تُسمَّى بالألفِ الخنجريةِ ، وأضمرَ الألفَ الصغيرةَ في اسمِ اللهِ { الرحمنِ } ، وأضمرَ الألفَ في { بسمِ } كذلكَ فإنَّ هناكَ علومَاً وفهومَاً ودقائقَ وأسرارَاً مُضمَرَةً في القرءانِ الكريمِ منها علومُ وأسرارُ اسمِ اللهِ ( الواحدِ ) .

فعِندما تبدأُ بقراءةِ البسملةِ وتقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } كأنَّكَ تقولُ باسمِ الواحدِ .

لماذا باسمِ الواحدِ ؟

لأنَّكَ عندَما تقرأُ البسملةَ ومِنَ اللحظةِ الأولى فأوَّلُ شيءٍ تلاحظُهُ أنَّهُ ليسَ فيها ذِكرٌ لاثنينِ .. ليسَ فيها ذِكرٌ لِثانٍ .. ولا يُمكنُ أن يَتطرَّقَ لذهنِكَ وجودُ الاثنينِ أصلاً ؛ أي أنَّكَ بمجرَّدِ أن تقولَ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فأنتَ تتكلمُ عنِ الواحدِ وتُبَسمِلُ باسمِ اللهِ الواحدِ ، ولا أظنُّ أنَّ هناكَ أحداً يقولُ : لا .. هذا خطأٌ ؛ وأظنُّ بلْ إنِّي متيقنٌ بأنَّ الكلَّ سيقولُ : نَعمْ يا شيخُ .. كلامُكَ صحيحٌ .

عندما تقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فأنتَ تقولُ : بسمِ الإلهِ الرحمنِ الرحيمِ الَّذي هو الواحدُ .. فباسمِهِ هوَ وحدَهُ حقيقةُ البَسملةِ المذكورةِ .

إذاً انتبِهْ لهذهِ الملاحظةِ :

في معاني الكلماتِ القرءانيةِ وفي معنى هذهِ الآيةِ يتجلَّى اسمُ اللهِ الواحدِ في حُروفِ وكلماتِ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } معَ أنَّهُ في افتتاحِ اسمِ اللهِ الواحدِ ( حرفُ الواوِ ) ومعَ ذلكَ لمْ تظهرِ الواوُ في حروفِ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ظاهراً ولكنها تجلَّتْ من وراءِ الفَهمِ والمعنى ؛  فبالكلامِ نقولُ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ولكن بالمعنى نَفهمُ أنَّ الواحدَ هو الذي يخاطبُ فالخِطابُ باسمِ اللهِ الواحدِ ولا ثانٍ ؛ فإذا قلتَ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } فقد قلتَ : باسمِ الواحدِ ؛ فمَعنى الواحدِ قائمٌ في الآيةِ فأنتَ بلا شكٍ تذكرُ المُسمَّى الواحدَ .


للمزيد … يمكنك تصفح / تحميل كتاب تفسير بنور الله تعالى – البسملة (الجزء الثاني) وذلك عبر الضغط على الصورة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى