الإدْرَاكُ وَالْفَاعِليَّةُ والذاتية
بِمَا أنَّ الرُّوحَ هِيَ مَظْهَرُ الْحَيَاةِ فَإنَّ هَذِهِ الْحَيَاةَ ذَاتُ خُصُوصِيَّةٍ عَمِيْقَةٍ فِي الإدْرَاكِ وَالْفَاعِلِيَّةِ فَلَا يُمْكِنُ لِلْحَيَاةِ إلَّا أنْ تَكُونَ فَاعِلَةً وَلَوْ فِي ذَاتِهَا فَهِيَ أقَلُّ مَا يُمْكِنُ أنْ يُقَالَ عَنْهَا ( أنَّهَا حَيَّةٌ ) وَكَذَلِكَ لَا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ هُنَاكَ فَاعِلِيَّةٌ دُونَ أنْ يَكُونَ هُنَاكَ إدْرَاكٌ وَلَوْ عَلَى الْمُسْتَوَى الذَّاتِيِّ لِلرُّوحِ وَبِالتَّالِي فَإنَّ الإدْرَاكَ وَالْفَاعِلِيَّةَ إنَّمَا هُمَا حَقِيْقَتَان لِوَجْهِ الْحَيَاةِ فِي جَوْهَرِ الرُّوحِ فَمِنْ جِهَةِ الْقُدْرَةِ فَاعِلَةٌ وَمِنْ جِهَةِ الْعِلْمِ مُدْرِكَةٌ ، فَبِمُجَرَّدِ إدْرَاكِ الرُّوحِ لِوُجُودِهَا وَأنَّهَا حَيَّةٌ فَهَذَا عِلْمُهَا بِذَاتِهَا وَلَا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ عَالِمَةً بِذَاتِهَا وَوُجُودِهَا بِلَا فَاعِلِيَّةِ هَذَا الإدْرَاكِ .
إذَاً :
جَوْهَرُ الرُّوحِ الْفَرْدِ إنَّمَا :
هُوَ حَيٌّ بِمَا هُوَ مُدْرِكٌ وَبِمَا هُوَ فَاعِلٌ .
وَهُوَ مُدْرِكٌ بِمَا هُوَ حَيٌّ وَبِمَا هُوَ فَاعِلٌ .
وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَا هُوَ حَيٌّ وَبِمَا هُوَ مُدْرِكٌ .
وَهَذَا الْقَانُونُ الأسَاسُ فِي الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ وَهُوَ قَانُونُ الذَّاتِيَّةِ الرُّوحِيَّةِ فِي الذَّكَاءِ الرُّوحِيِّ .
( نقلاً عن كتاب علم الذكاء الروحي للمفكر الإسلامي الشيخ د. هانيبال يوسف حرب ) .