إشارة كن في القرءان – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

إشارةُ كُنْ في القُرْآن الكريمِ مِنْ وَجْهٍ لا مِنْ كلّ الوُجُوهِ

 

قال المُجَدّدِيّ : ليعلم وليّي في الله تعالى أنّ خُلُق كُنْ له مكانةٌ خاصةٌ و سورته مِنَ القُرْآن الفاتِحَة حصراً ، فمَنْ قال أنّ كُنْ مِنْه و بسم الله مِنَ العبد ؛ أو بسم الله مِنَ العبد و كُنْ منه  تعالى ما قيّد إلا مِنْ وَجْه كن بـ إذا أراد شيئاً فيقول له كُنْ فيكون ، أمّا مِنْ وَجْه بسم الله فالأمر مُطْلَقٌ و هذا غير صحيح ، و إنّما لم يقيّد القوم لأنّ الوَلِي يعلم ما يقيّد به بسم الله في حال التخَلّق بخُلُق كُنْ ، و أمّا غير الوَلِي فلا يفيده العِلْم الجزئيّ بلا مَعْرِفة كُلّيّة ، و أقول إنّ خُلُق كُنْ مَخصُوصٌ بـ بسم الله الرحمن الرحيم التي في الفاتحة حصراً ، و أزيدُ بذَوْقٍ مُجَدّدِيٍّ آخر أنّ سورة خُلُق كُنْ هي باء بسم منها ، و صورة خُلُق كُنْ هي لفظة الاسم الذاتِيّ الكَامِل ، و حَضْرته حَضْرة توحيد الصِفَات في عين الاسم الرحمن .

و مِنْ هذا الخُلُق صحّ دعاء الوَلِي أنِ اللهم أسألك أنْ تُلْقِ إليّ بمفتاح الإذْن مِنْك ، و الذي هو كَاف المَعارِف حتّى أَنطُق في كلّ بدايةٍ باسمك البديع الباقي البِرّ البَاطِن البَاسِط البَاعِث البَارِئ ، فدعاء الولي و تقييده بـ كاف المَعارِف هو مفتاح إذْن التّكوين عَيْن افتتاح كُتُب الرَبّ المُنَزَّلَةِ على العبدِ ،  فمَنْ تخَلّق بـ خُلُق كُنْ ذاق سرّ الافتتاح لهذا العالم المَوجُود عن كُنْ الحَقّ باسمه تعالى البديع ليكون العالَم لا على مثالٍ سَبَق ، و لمْ يُحرَم إلا مَنْ لمْ يَفهمْ .

قال المَلِك العَبْد : أرى في هذا كفاية لمَنْ كانت عنده لمحةُ دِرَايَة .. فهل مِنْ دلالة على تطبيق .. لمعاني خُلُق كُنْ لأهل التحقيق ؟

قال المُجَدّدِيّ : إليك ذلك في سرّ وُجُودنا في عصرنا هذا حصراً لا قَبْله و لا بَعْده و مَنْ ظَنَّ أنّه مَحجُوبٌ بالغِطَاء مَنع عنه العَطَاء .

قال المَلِك العَبْد : إذن إلى سرّ وجودنا في ثنايا المبْحَث الذي بعدنا .

 


( من كتاب‏‏ نبوغ المجددية في تطوير الأذواق العرفانية للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب  ) .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى