إثباتُ الأسبابِ مِنْ وَجهٍ مَعَ جَزْمِ الاعتِقادِ أنَّها لا حَقيقةَ لَها ، إنَّمَا المُؤثِّرُ هوَ اللهُ تعَالى وَحدَه لا شَريكَ لَه
وَانظُرْ يَا وَلِييِّ في اللهِ تعَالى كيفَ أنَّ أوَّلَ نُقطةٍ في الدَّائرةِ هيَ آخرُ نُقطةٍ فيها، حيثُ أنَّ الحَضرةَ المُحمَّدِيَّةَ انتَهَت في كَمالِها الإنتربُولوجِي، حيثُ ابتدَأ الكَمالُ الإنسانيُّ في الحَضرةِ الآدَميَّةِ .
فَفِي الحَضرةِ الآدَميَّةِ عَرفْنا أنَّ الخالقَ الواحدَ والمُؤثِّرَ الأوَّلَ هوَ اللهُ تعَالى، وانتَهَينا إلى هذِه الحَقيقةِ العُليا في الحَضرةِ المُحمَّدِيَّةِ .
إلَّا أنَّها في الآدَميَّةِ كانَت بَدْءَ انتِشاءٍ، وفي المُحمَّدِيَّةِ كانَت كَمالَ انتِهاءٍ .
وفي الآدَميَّةِ كانَت تَجرِيدَ حَقيقةٍ، وفي المُحمَّدِيَّةِ كانَت تَجرِيدَ شَريعةٍ وحَقيقةٍ .
وَلارَيْبَ أنَّه التَّجرِيدُ الأكملُ، فَلا مُؤثِّرَ على الحَقيقةِ إلَّا هوَ سُبحانه وتعَالى مَهما تَعدَّدَت مَظاهِرُ الحَضرَاتِ، وهوَ يَقولُ الحَقَّ وهوَ يَهدِي السَّبِيلَ .
( من كتاب علم الإنتربُولوجيَا للمفكر الإسلامي الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب ) .