أَحَدِيَّةُ وُجودِ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ بِلَا اتِّحَادٍ ولَا حُلُولٍ
عَلـِمَ الكَيانُ التَّفَكُّرِيُّ بحياتِه التَّعَبُّدِيَّةِ بعبادةِ التَّفَكُّرِ أنَّ الحَيَّ بهُوِيَّتِه هوَ مِنْ وَراءِ كُلِّ الخَلقِ، مُحِيطٌ بهُوَ الحَيُّ المُتَجلِّي بالهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ مِنْ وَراءِ كُلِّ الأشكَالِ والكَلماتِ والرَّوائِحِ والنَّكهاتِ والأغرَاضِ .
إنَّها وُجُودٌ وَراءَ كُلِّ أغرَاضِ الاختِبارِ وكُلِّ حَوَاسِّ الإدرَاكِ وأعضَاءِ العَملِ، وَ وَراءَ كُلِّ المَظاهِرِ، وَراءَ الفَاعلِ وأقربَ إليهِ مِنْ حَبلِ الوَرِيدِ؛ لأنَّ حَبلَ الوَريدِ قَائمٌ بهِ، وكذَا المَفعولُ بهِ ولا اتِّحادَ ولا حُلولَ وَ وَراءَ كُلِّ الاتِّجَاهاتِ ( الشَّمالِ والجَنوبِ والشَّرقِ والغَربِ ) ، وَ وَراءَ كُلِّ الأوقَاتِ ( المَاضي والحَاضِر والمُستقبَل ) ، إنَّها حَاضرةٌ بِكُلِّ مَا تَعنِي الكلمةُ مِنْ مَعنَىً بِظهُورِها وبُطونِها .
إنَّها حَاضِرةٌ أمامَ الإنسانِ وخَلفَه، وعلى شِمَالِه ويَمِينِه، وفَوقَه وتَحتَه، وفِي دَاخلِه، وفي كُلِّ مَكانٍ، وفي كُلِّ الظرُوفِ مُنزَّهةٌ عَنْ حُلُولٍ واتِّحادٍ وقَيدٍ، يوجدُ كُنْهُ الهُوِيَّةِ المُطلَقِ الذِي هوَ حَقِيقةً أسَاسُ الخَلِيقةِ في كُلِّ شَيءٍ .
إنَّها حَقِيقةُ حُضورِ اللهِ لأولَئكَ الذِينَ يَعرِفونَها، ويَفهَمُونها ويَشعُرونَ بِها، ويُحيُونَها في حَيَاتِهم .
إنَّ الخَلقَ أجمَعَ هُمُ مُقَيَّدَاتٌ حَياتِيَّةٌ مِنَ الوَعيِّ ذِي الكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ، ولكِنْ بتَجلِّياتٍ وظَوَاهرَ مُختلفةٍ .
إنَّ الوَعيَ هوَ رَقِيقةٌ نُورَانِيَّةٌ قَائمَةٌ في كُنْهِ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ بِلَا مِثَالٍ .
لِذلِكَ يُمكِنُنا القولُ إنَّ لَطِيفيَّةَ الوَعِي تَظهَرُ في كُلِّ أشكالِ الحياةِ اللطِيفَةِ والكَثيفَةِ المَخلُوقةِ المُقيَّدَةِ بِحدودِ التَّجلِّي الظاهِرِ .
أُولَئِكَ أصحَابُ القلوبِ والعُقولِ غَيرِ المُثقفَةِ، والتِي يَرتكِزُ نَظرُها على المُستوى الكَثيفِ، يَرونَ فقَط القِيمةَ السَّطحِيَّةَ للحياةِ، إنَّهم يَجِدونَ فقط نَوعِياتٍ مِنَ المَادةِ والطَّاقةِ، ويَغفَلونَ عَنِ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ المُقدَّسةِ الطاهِرَة عَنْ كُلِّ شَوبٍ لِلإمكانِ والدَّائمةِ في حُضورها والجَامعةِ لِلوجُودِ .
إنَّ لَطَافةَ حياةِ حُضورِها هيَ خَلفَ نِطَاقِ أيِّ دَرجَةِ لَطَافةٍ يُمكنُ إدرَاكُها في الحَقلِ النِّسبيِّ لِلكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ، لِذلكَ مَنَعَتْنَا تِلكَ الهُوِيَّةُ الذاتِيَّةُ مِنَ التَّفَكُّرِ في كُنْهِهِا، ولَكِنْ سَمَحَتْ لَنا التَّفَكُّرَ في تَجلِّياتِها المُسمَّاةِ آيَاتِها .
إذاً هيَ رَشيدةٌ تُرشِدُ الكَيانَ التَّفَكُّرِيَّ في تَوجِيهِ عبادَتِه التَّفَكُّرِيَّةِ، وتُنَظِّمُ التَّفَكُّرَ في الكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ لِتَفتحَ لَه أسرَارَ تَجلِّياتِ الحَياةِ الظاهِرةِ على أنَّها مُقَيَّدَاتُ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ التِي هيَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِلكَ التَّجلِّياتِ الحيَاتيَّةِ بِحياتِها المَحضَةِ .
وهُنا يُقالُ حَقَّاً : شَيَّبَتنِي هُودٌ .
إنَّ كُنْهَ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ الحَيَّةِ المُطلَقَ سَريَانٌ قَيُّومِيٌّ في الكَونِ .
إنَّها أَلطَفُ مِنْ لَطائِفِ الخَلقِ، فَهيَ غَيرُ مَكشُوفةٍ لِلحوَاسِ، تَظهرُ بِآيَاتِها التِي هيَ تَجلِّياتُ الجَمالِ الحَيَاتيِّ .. فَإذا بِهَا تُشهَدُ .
إذْ أنَّ دَورَ الحَوَاسِّ الأوَّليِّ هوَ فقَط مِنْ أجلِ إعطَاءِ اختِبارِ حَقِيقةِ الحَياةِ الظاهِرَةِ .
وهيَ أيضاً غَيرُ مَكشُوفةٍ بِشكلٍ وَاضحٍ لإدرَاكِ العَقلِ، لأنَّ العَقلَ مُتَّصلٌ بِشكلٍ أكبرَ مَعَ الحَوَاسِ، لِيُمَارسَ التركِيبَ والتَّحلِيلَ والتَّرجِيحَ بَينَ كُلِّ وَارِداتِ الحِسِّ .
إنَّ تَركِيبَةَ العَقلِ مَبنِيَّةٌ بطرِيقةٍ تَربِطُ كُلَّ اختِبَاراتِ العَقلِ مَعَ الحَوَاسِ كَي يَتَّصِلَ مَعَ العَالَم الخَارجِيِّ لِلأشكالِ والظوَاهرِ .
أكَّدَت الأديَانُ أنَّ العَقلَ قَائِمٌ بالهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ الحَيَّةِ، ولَكِنْ بِمَا أنَّ العقلَ يَظَلُّ مُتنَاغِمَاً مَعَ الحَوَاسِ المُتَّجهةِ خَارِجاً باتِّجاهِ النَّاحيَةِ الظاهِرَةِ لِلخَلقِ، فهوَ يَعجَزُ ويَفشَلُ في تَقدِيرِهِ لِطبِيعتِهِ الأسَاسيَّةِ، وقِيامِهِ الحَقِيقيِّ بِالهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ الحَيَّةِ، شَأنُه شَأنُ العَينِ البشريةِ التِي تَعجَزُ عَنْ رُؤيَةِ ذَاتِها .
لِذلِكَ لا يَعقِلُ العَقلُ الحَيَّ المَخلُوقَ بِهُوِيَّتِه إلَّا مَوجُوداً فَيُقِرُّ بِوجُودِهِ، ويُثبِتُ لِلحَيِّ القَيُّومِ وُجُوداً، ويَعجَزُ عَنْ مُعايَنةِ مَاهِيَّةِ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ بِحيَاتِها، فَيُثبِتُ ( هوَ الحَيُّ ) ، ولَا يُعاينُه فَلَا يُعطِي لَها بَيانَاتٍ مَلمُوسةٍ تَكشِفُهُ، فَلَا يَكونُ له مُتَنَفَّسٌ عَنْ ضِيقِه بِذاتِه إلَّا الهُروبَ إلى فُسحةِ الكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ لِتَسرِيَ بهِ قَيُّومِيَّةُ الحَقِّ طَالباً نَشوَةَ المُعَايَنةِ فإذا بِه يَغِيبُ عَنْ ذَاتِه بِهُوِيَّةِ الحَيِّ، فَيَردُّه ( هوَ الحَيُّ ) في الثانِيةِ رَاجعَاً إلى العَجزِ عَنْ إدرَاكِ هُوِيَّةِ الحَيِّ، فَتَتَكَشَّفُ لَه حَقِيقةُ ثُمَّ ارجعِ البَصرَ كَرتَينِ يَنقَلِبْ إليكَ البَصرُ خَاسئاً وهوَ حَسيرٌ .
فإذا عَلِمتَ يا وَلِييِّ في اللهِ تعَالى ( أنَّ كُلَّ شَيءٍ ظاهرٍ مُقيَّدٌ وأنَّه تحتَ سُلطانِ هذَا العقلِ فَيَعقِلُه ، وأنَّ هذَا العَقلَ يَعجَزُ عَنْ إدرَاكِ مَا قَامَ بهِ العَقلُ مِنْ هُوِيَّةِ الحَيِّ الذاتِيَّةِ ) ، عَلِمتَ أنَّه لايُدرِكُ الكُنْهَ المُطلَقَ للهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ بِحيَاتِها الحَقَّةِ أيُّ مُقَيَّدٍ مَادَامَ في قَيدِهِ، وأنَّ الكَيانَ التَّفَكُّرِيَّ إذا لَمْ يَصِلْ في أوجِ تَوَهُّجِ عِبادَته إلى فَناءِ الوَعيِّ الذاتِيِّ لِكَيانِه في عَينِ هُوِيَّةِ الحَيِّ، فهوَ مَا يَزالُ في حِجَابٍ عَنْ كُنْهِ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ الحَيَّةِ وهنَا عَلمنَا أنَّ عِبادَةَ التَّفَكُّرِ بَابٌَ قيِّمٌ عَلِيٌ مِنْ أبوَابِ المَعرِفةِ، لأنَّ الكَيانَ التَّفَكُّرِيَّ في أَوجِ تَوَهُّجِه يكونُ هوَ بَوابَةُ الوصولِ نَحوَ التَّحقُّقِ بالحَيِّ، وذلكَ في فنَائِه في الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ فَيَزولُ الكَيانُ التَّفَكُّرِيُّ عِندَ صِلَةِ الأوجِ ( الذِي عَبَّرَ عنه الحَيُّ : بِقَابَ قَوسَينِ ) ، ويَفنَى ( بِزوَالِ مَقامٍ؛ عَبَّرَ عنه الحَيُّ بِـ : أو أدنَى ) لِتبقَى الهُوِيَّةُ الذاتِيَّةُ الحَيَّةُ مُعَاينَةً لِكُنْهِهَا الحَقِّ المُطلَقِ التِي عَبَّرت عنه بِـ هوَ الحَيُّ.
وهنَا يَحيَا التَّجلِّي حَياةَ قولِه تعَالى : إنَّا للهِ ( أيْ لِهُوِيَّةِ الحَيّ، التِي عَبَّرَعنها بِـ هوَ الحَيُّ ) وإنَّا إلَيهِ رَاجعونَ ( أيْ لِهُوِيَّةِ الحَيِّ، التِي عَبَّرَعنها في الآيَةِ نفسِها بِـ لا إلَه إلَّا هوَ ) ، ولَولا أنَّ الحَقَّ أعْلَمَنَا في الحَديثِ الشَّريفِ حَيثُ قالَ :
(( كُنتُ بَصَرَه الذِي يُبصِرُ به )) لَقُلنَا إنَّ التَّجلِّيَ الحَيَاتيَّ المُقيَّدَ المُسَمَّى مَخلُوقاً تَلَاشَى وانْعَدمَ، ولكِنَّ الحَقَّ قالَ :
(( كُنتُ بَصرَه )) ولَمْ يَقُلْ كُنتُ بَصرِي، فَأثبَتَ عَينَاً ( بِهذِه الهَاءِ في لَفظِه بَصرَه ) ، وهيَ عَينُ هذَا التَّجلِّي الحَيَاتيِّ المُقيَّدِ الذِي فَنِيَ إلَّا عَنْ كَيانِه التَّفَكُّرِيِّ، ثُمَّ أفنَتْ هُوِيَّةُ الحّيِّ كَيانَه التَّفَكُّرِيَّ فَبَاتَ عَينَاً طَاهِرةً شِقُّ عَينِهَا بَصَرُهوَالحَيُّ، فكانَ ( هوَ الحَيُّ ) بَصَرَها الذِي تُبصِرُ بهِ .
وتُسمِّي هُوِيَّةُ الحَيِّ هذَا التَّجلِّيَ الحيَاتِيَّ: رُوحَاً مَحضَاً لا عَقلاً .
فإنَّ العَقلَ وإنْ أمدَّتهُ هُوِيَّةُ الحَيِّ فإنَّها تُشغِلُه بالفَيضِ البَارِزِ لِلكَثرَةِ الحَياتِيَّةِ في تَجلِّياتِ الحَياةِ الظاهِرَةِ، فَلَا يُقدِّرُالعقلُ قِيمَةَ الهُوِيَّةِ الذاتِيَّةِ الحَيَّةِ بالرُّغمِ مِنْ أنَّها سِرُّه الحَقِيقيُّ القَائمُ بهِ .
وبذَا وَقفَ العقلُ العَالِمُ خَادِمَاً لِلرُّوحِ العَارِفةِ، وتَسمَّرَت وخَشَعتِ الرُّوحُ خَاضِعةً لِهُوِيَّةِ الحَيِّ .
بِمَا أنَّ هُوِيَّةَ الحَيِّ هيَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ شَيءٍ، فَهيَ – كَمَا هيَ دَومَاً – دَاعِمُ وُجودِ الحَياةِ المُقيَّدَةِ المُسمَّى خَلقاً، دونَ أنْ تَظهرَ ذاتُ هُوِيَّتِها الأحدِيَّةِ مُجرَّدةً عَنِ الاطلَاقِ .
إنَّ الوَقارَ الكَبيرَ والجَمَالِيَّةَ الكَبيرَةَ لِحيَاةِ الهُوِيَّةِ والجَلَالَ الكَبيرَ لِذَاتِيَّتِها المُقَدَّسةِ حَاضِرٌ في الإنسانِ بِسرٍّ بَاطنٍ في الأنَا، وفي المَنطِقِ والعَقلِ والحَواسِ والجِسمِ والمُحيطِ، ولَكِنَّها غَيرُ وَاضحةٍ لأهلِ الحِجَابِ العَقليِّ الذِينَ رَفَضُوا الارتِقاءَ إلى مُستوَى الرُّوحِ المُتحَقِّقِ بِكَيانِهِ التَّفَكُّرِيِّ المَطلُوبِ حيثُ يَفنَى في هُوِيَّةِ الحَيِّ .
ومِنْ هذِه الحَقِيقةِ الحَيَاتيَّةِ البَاطِنةِ نَشهَدُ الصُّورةَ الحَياتِيَّةَ الظاهِرَةَ في صَاحِبِ العَملِ القَوِّيِّ الذِي مِنَ النَّادرِ أنْ نَجِدَه في مَكانِ العملِ الفِعليِّ، فهوَ يَبقَى مَحجُوباً عَنْ أنظَارِ عُمَّالِه، ولَكِنَّه يَتحكَّمُ بِشكلٍ فِعليٍّ في كُلِّ عَملِياتِ شَركَتِه مَهمَا كانَت .
ومِنْ أجلِ أنْ نرَاه عَلينَا الاجتمَاعُ به على انفِرادٍ بَعيدَاً عَنْ مَوقعِ النَّشاطِ الرَّئِيسيِّ لِلعملِ .
نَعمْ إنَّ هُوِيَّةَ الحَيِّ لَها التَّحكُّمُ بالكونِ، فهوَ جَلَّ وعَلَا حَاضِرٌ مَعَ كُلِّ مَكانٍ مُنزَّهٌ عنه، ومُؤثِرٌ في كُلِّ شَيءٍ، وهوَ قَيُّومٌ سَارِي الحَياةِ في قِيادَةِ كُلِّ النَّشَاطاتِ الكَونِيَّةِ والحَياةِ الظاهِرَةِ، ويَستوِي على عَرشِ السُّكونِ في قَلبِ كُلِّ فَردٍ مِنْ وَراءِ كُلِّ شَيءٍ، كَمَا أعلَمَنَا في الحديثِ الشَّريفِ : قَلبُ المُؤمنِ بَيتُ الحَقِّ .
وهو أقرَبُ إلَيهِ مِنْ حَبلِ الوَريدِ فهوَ يَحفَظُ مَظهَرَ حَياتِه ويُملِي تَجلِّياتِ حيَاةِ الكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ بِالحُبِّ غَيرِ المَحدُودِ والسَّعادَةِ غَيرِ المَحدُودةِ والتَّطوُّرِ غَيرِ المَحدُودِ لِكُلِّ فَردٍ .
إنَّ رَبَّ الكَونِ هُوَ الحَيُّ في بَقائِهِ في كَثرةِ تَجلِّياتِهِ في آيَاتِه، لا يَستطِيعُ أيُّ كَيانٍ تَفَكُّرِيٍّ أنْ يَنقُلَ نَفسَه مِنه أو عَنه، أو أنْ يَتجَاوزَه، فَمَا ثَمَّ غَيرٌ يَقومُ بهِ الكَيانُ التَّفَكُّرِيُّ، فليسَ لِلكَيانِ التَّفَكُّرِيِّ قِيامٌ إلَّا بِهُوِيَّةِ الحَيِّ .
هُوَ الحَيُّ المَوجُودُ الأوَّلُ الآخِرُ قَيُّومُ الحَياةِ الأزَليَّةِ الأبدِيَّةِ .