أهمية الولي المرشد في السلوك – موسوعة هانيبال للعلوم الإسلامية الروحية

أهمية الولي المرشد في السلوك لله عز وجل

 قال سيدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ” ان العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ” .

– أهمية الولي المرشد في السلوك لله عز وجل :

إن للولي المرشد أهمية عظيمة في الوصول إلى الله تعالى ، ولكسب رضاه فصحبة مرشد كامل مسألة ضرورية في حياة المسلم الذي يريد الله تعالى .. فالصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثير الروحي والإقتداء العملي ؛ فإن صحب الصالحين صار منهم ، وإذا صاحب الغافلين صار منهم ولهذا نال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تلك الدرجة العظيمة بصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبمجالستهم له وكذلك فعل التابعون مع الصحابة وتابعوهم .
وكما قال تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } ، دلّت هذه الآية على أن الهداية تكون على يد الولي المرشد الذي يكون أعلم بالطريق إلى الله تعالى ، والذي يتولّى تسليك المريدين إلى الله تعالى ، ومن ثم نعلم أنّ الدعوة إلى الله عز وجل تكون أكمل إذا وجد الولي المرشد . وعندما يضع الإنسان يده بيد الولي المرشد يكون على باب الهداية إلى الله وسائر بالطريق اليه . وإذا كان الرسل عليهم السلام في الأصل هم الهداة الحقيقيين إلى الله عز وجل ، فالأولياء المرشدون هم الورّاث الكاملون للأنبياء في باب الدعوة إلى الله عز وجل. ومن هذا المعنى الذي ذكرناه ندرك أهمية وجود الولي المرشد لصلاح الدعوة إلى الله عز وجل . 
 فالورثه المحمديين العلماء العاملين والمرشدون الكاملون كالترياق المجرب و صحبتهم شفاء لكل أمراض القلوب السقيمة التي لا يدركها الإنسان بنفسه ؛ كالرياء والنفاق والغرور والحسد والعجب والكبر وغيرها من أمراض القلوب والأنفس .
وكما أن المسلم مأمور بالتداوي من أمراض الجسد ، ومأمور بالذهاب للطبيب صاحب الخبرة بذلك ، فهو ومن باب أولى مأمور بعلاج أمراض القلب والروح فهي أخطر . فإن أودت الأمراض الجسدية بصحته فأمراض القلوب تودي بدينه وإيمانه وتحرمه الجنة يوم القيامة .
ومن هنا تأتي أهمية اتخاذ المرشد الكامل الخبير بعلاج أمراض القلب والروح ، وقد أخطأ من ظنّ أنه يستطيع أن يعالج نفسه بنفسه ، فاستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماذا يقول في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ” المؤمن مرآة المؤمن “ ، فهذا يؤكد أن المرء يعجز عن اكتشاف عيوبه بنفسه ، وكذلك لا يستطيع أن يرى ما علق بقلبه ونفسه من أكدار إلا إذا بصّره بها أخوه المؤمن الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمرآة .
ومن أعظم الأدلة على ذلك وعلى قيمة الصحبة ، قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الرجل الصالح سيدي الخضر عليه السلام في سورة الكهف ، حيث أمر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بصحبة هذا العبد الصالح لكي يتعلم مما علمه الله تعالى .

وكما قال سيدي ابن عطاء الله السكندري : واعلم أن العلماء والحكماء يعرفونك كيف تدخل إلى الله تعالى ، هل رأيت مملوكا أول ما يشترى يصلح للخدمة ، بل يعطى لمن يربيه ، ويعلمه الأدب ، فإن صلح وعرف الأدب قدمه للملك ، كذلك الأولياء رضي الله تعالى عنهم  يصحبهم المريدون حتى يزجوا بهم إلى الحضرة ، كالعوّام إذا أراد أن يعلم الصبى العوم يحاذيه إلى أن يصلح للعوم وحده ، فإذا صلح زجه فى اللجة وتركه .
ولو أردنا سرد الأدلة على أهمية الصحبة لما وسعتنا عشرات الصفحات ، وفي هذا كفاية لمن أراد الهداية .

 


( بقلم : أوس العبيدي ) .


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى